كوب الشاي
في صباح يومي العادي أرتشف شاياً في كوب تقليدي دون النظر إليه أو اعارته اهمية لأنه ليس إلا كوب شاي. لكن هذا الصباح صار مختلفاً وبدا كوب الشاي راقصاً وهو يحظى بمداعبة الانامل واهتمام الأيدي للفوز باحتضانه لنيل شرف صب الشاي فيه. فهذا الكوب ليس ككل الأكواب ولا الشاي فيه مثل باقي انواع الشاي. أنيق مهيب ناعم مقتدر هو كوب الشاي. وأصبح يجلس على مائدة الافطار متعالياً على اقرانه الاكواب ويحبو لفم الشارب بخيلاء وانتساب .. فأنا سيد هذا الشراب والبعض يدنو مني في اقتراب لسكب فيّا هذا الشراب...
منذ متى أنقلب حال الكوب؟ وكيف أضحى ذا سعد وحبور؟ وما الذي أهداه من العظمة زهور؟
لا تسألني يا صاح عن انقلاب حال الكوب ... ولا تعجب من الخطوب.. فلا الكوب هو الكوب ولا الشراب هو الشاي... إنما يا سيدي قد صار كوب الشاي هو الحبل الممدود والوصل والحدود... فكوب الشاي تحيطه قبضة المسؤول وإن انا نلت الشرف في سكب شاي في كوب ذاك صاحب الكوب، أصير انا ذا حظوة وسرور وأكون ذا تميز وغرور. فذاك الكوب وسيلتي والشاي سحري وعجب المسؤول من كرمي في صب الشاي في كوبه هو حلمي...
فلا تعجب من دنيا تغيّر النفوس وتحوّل الطيب إلى عجرفة.. وظهور الأنا في نفس من يغدو مسؤولاً .. فلا لوم يقع عليه ولا عجب من حاله الجديد .. بل أعجب يا سيدي من ذاك الذي أسرع ليغتنم فرصة نيل شرف سكب الشاي في كوب صاحب الكوب... فذاك هو الذي صنع الغرور وهو حرك الاستبداد وهو الذي سبر غور الأنا وجاء بها وليس صاحب الكوب...
هل أدركت دور كوب الشاي ... إنّه عصا سحرية للوصول لصاحب الكوب ... وكل ما عليك فعله هو معرفة الوصفة ... عليك بالاصرار على سكب الشاي لصاحب الكوب لتثير عجبه وتحرك خجله وتكسر تواضعه وتظهر الأنا فيه بأنه صار الآن صاحب الكوب وعلينا نحن أن نسكب الشاي فهذا هو الشرف العظيم لنا...
ساكب الشاي هو خادم مطيع لتلبية الرغبات... موظفون أو شعب جاهل: صانعو الاستبداد ومحركو الاستعباد
في صباح يومي العادي أرتشف شاياً في كوب تقليدي دون النظر إليه أو اعارته اهمية لأنه ليس إلا كوب شاي. لكن هذا الصباح صار مختلفاً وبدا كوب الشاي راقصاً وهو يحظى بمداعبة الانامل واهتمام الأيدي للفوز باحتضانه لنيل شرف صب الشاي فيه. فهذا الكوب ليس ككل الأكواب ولا الشاي فيه مثل باقي انواع الشاي. أنيق مهيب ناعم مقتدر هو كوب الشاي. وأصبح يجلس على مائدة الافطار متعالياً على اقرانه الاكواب ويحبو لفم الشارب بخيلاء وانتساب .. فأنا سيد هذا الشراب والبعض يدنو مني في اقتراب لسكب فيّا هذا الشراب...
منذ متى أنقلب حال الكوب؟ وكيف أضحى ذا سعد وحبور؟ وما الذي أهداه من العظمة زهور؟
لا تسألني يا صاح عن انقلاب حال الكوب ... ولا تعجب من الخطوب.. فلا الكوب هو الكوب ولا الشراب هو الشاي... إنما يا سيدي قد صار كوب الشاي هو الحبل الممدود والوصل والحدود... فكوب الشاي تحيطه قبضة المسؤول وإن انا نلت الشرف في سكب شاي في كوب ذاك صاحب الكوب، أصير انا ذا حظوة وسرور وأكون ذا تميز وغرور. فذاك الكوب وسيلتي والشاي سحري وعجب المسؤول من كرمي في صب الشاي في كوبه هو حلمي...
فلا تعجب من دنيا تغيّر النفوس وتحوّل الطيب إلى عجرفة.. وظهور الأنا في نفس من يغدو مسؤولاً .. فلا لوم يقع عليه ولا عجب من حاله الجديد .. بل أعجب يا سيدي من ذاك الذي أسرع ليغتنم فرصة نيل شرف سكب الشاي في كوب صاحب الكوب... فذاك هو الذي صنع الغرور وهو حرك الاستبداد وهو الذي سبر غور الأنا وجاء بها وليس صاحب الكوب...
هل أدركت دور كوب الشاي ... إنّه عصا سحرية للوصول لصاحب الكوب ... وكل ما عليك فعله هو معرفة الوصفة ... عليك بالاصرار على سكب الشاي لصاحب الكوب لتثير عجبه وتحرك خجله وتكسر تواضعه وتظهر الأنا فيه بأنه صار الآن صاحب الكوب وعلينا نحن أن نسكب الشاي فهذا هو الشرف العظيم لنا...
ساكب الشاي هو خادم مطيع لتلبية الرغبات... موظفون أو شعب جاهل: صانعو الاستبداد ومحركو الاستعباد
صاحب الكوب هو من أضحى مؤخراً يجلس على عرش الادارة : مسؤول جديد خلقته أيدي ضعيفة لجعله أعجوبة تسيّرها
كوب الشاي وسيلة ووصفة سحرية تتطلب فك شفرتها كي توصلك إلى حيث ما تريد: لعبة الوصول
17/5/2009
No comments:
Post a Comment