Search This Blog

Sunday, June 20, 2010

بناء القدرات: إضاءة ٌ لزوايا مظلمة في إمكانات ٍ محلية

بناء القدرات هو تقديم المشورة والتدريب على سياسة مباشرة لتنمية القدرات والكفاءات لدى الاشخاص لا سيما في مجالات العمل ليكونوا أفراداً فاعلين في عملية التقدم والتطور ولكي يكون الانتاج أكثر إثماراً ونفعاً للبيئة التي يتفاعلون فيها ومعها.
ظهر مفهوم بناء القدرات في تواكب مع موجة التغيير التي شهدها وما زال يشهدها العراق، وسمعنا الكثير عنها وكرست برامج لتأكيد هذا المفهوم وبالأخص على النطاق الوظيفي للإرتقاء بمستوى العمل إلى مستوياته العالمية وليخطو هيكل العمل العراقي أميالاً كبيرة من التراجع والانعزال والتقمقم على ذاته أبان الحقبة المظلمة التي عاشها أيام التخلف الدكتاتوري.
بناء القدرات تعبير يركز على تطوير ما لدى الفرد من كفاءة وصقلها باضافات لإظهارها بمظهر جديد يقنّعه التطور ويزينه الرؤى. ومن هنا جاء التركيز على التدريب لتنمية الكفاءات الوظيفية وادخال السبل الكفيلة بسموها إلى المستوى المبتغى من خلال الحداثة والتخلي عن قيود الروتين الذين تدور في فلكه كلّ سفن التخصصات وابداعها. اذن فبناء القدرات يحدث عن طريق تدخل خارجي أو داخلي أو تعاون بينهما لتحسين الواقع وتفعيله في البيئة المحلية، ويكون هذا التدخل مدروس ومخطط له ضمن سياقات التغيير النافع والرؤى المستقبلية الناهضة.
لعلّ المهتم والباحث يدرك اهداف تبني مشروع بناء القدرات، فالاهداف واضحة ولا تحتمل التمحص والتدقيق العميق ألا ما تعلق بكلّ مجال من مجالات العمل لتطوير دقائقه وسبر غوره للإرتفاع به إلى سطح المنظومة العالمية ليدور حول محورها ذي التحديث والتطور المستديم. فإن أراد محيط عمل الانتماء لتلك المنطومة العالمية ويصبح جزءاً ناشطاً من مكوناتها، فما عليه سوى تحقيق الاهداف المرغوبة من عملية بناء القدرات التي من بينها: القضاء على البطالة المقنعة والتقييم الموضوعي الدقيق للأداء الوظيفي والانتاج، وضع قاعدة بيانات للعاملين وهيكلية المؤسسة ووصف عمل كلّ عامل أو موظف، اثارة كيفيات المنافسة على الابداع والبروز، خلق فرص النجاح، ادخال التكنولوجيا وتبنيها للقيام بكثير من اعمال الروتين والاوراق، توفير الوقت والجهد من خلال سبل الاتصال الحديث وشراكة الافكار في صفحات الكترونية او شبكات Networking.
من أهم عوامل بناء القدرات هو اعتماد الموارد البشرية، فمن غير الموارد البشرية لا يتحقق ولا ينجز كلّ ما قيل آنفاً حيث أنها المحرك الديناميكي والمفعل والدافع والخالق لجميع فرص التنمية والتغيير الايجابي الهادف. وينطبق هذا على استغلال وتكثيف الجهد البشري والطاقة والثروات البشرية المتاحة لصنع ما يمكنه في تغيير واقع متراجع. كما يشمل عملية توزيع الادوار وعدم الاحتكار في الخبرات وبث روح العمل الجماعي أو Teamwork Spirit لخلق شعور الوعي بأهمية الآخر ودوره في الاسهام في حصول أفضل النتائج المتوقعة.
لذلك تنعكس فكرة بناء القدرات في تبني أفضل الممارسات العالمية وتطبيقها بما يتلائم والبيئة المحلية ووفق المعايير والاسس الموضوعة والتقييمية في ارض تفتقر لهذه الفكرة.
ومن ضروريات مفهوم بناء القدرات هو الاستدامة والتواصل، فقد أشرنا إلى أنّ ذلك يتحقق عن طريق وسائل الاتصال المختلفة في حداثتها وتطورها. غير أنّ الاستدامة والتواصل أيضاً ممكن أن يتحققا من خلال ورش العمل والمنتديات واللقاءات على النطاق المحلي للمؤسسة أو المنظمة المهنية كي يتسنى للعاملين فيها وذوي الاختصاص اللقاء والتباحث والتحليل والمشاركة بالافكار والبحوث التي تنصب جميعها في التغيير نحو الافضل للعمل المؤسساتي والقدرة الفردية وشمولية النجاح في تحقيق الاهداف. ومن هنا يمكننا تلخيص الاهداف المنشودة من تبني مشروع بناء القدرات في أي مؤسسة في جملة من النقاط

الاستغلال السليم للموارد البشرية

القدرة على التخطيط والادارة ورفع الروح القيادية

تنمية المعارف والمهارات

القدرة على وضع السياسات الخاصة وتحديد الاولويات واتخاذ القرارات

التقييم الموضوعي من أجل التغيير الايجابي

الشراكة بين الافراد والمؤسسات ومع المجتمع في الخبرة والمعرفة والقدرة

التنظيم ووضوح الادوار

الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا ووسائل الحداثة كافة من اتصالات (انترنت، أيميل، بودكاست) واعلام ( يسهم الاعلام في تبني الحداثة)وشبكات خلق مجتمعات صغيرة مترابطة عبر الشبكة

No comments:

Post a Comment